ﺗﺒﺪﻭ ﺣﺒﻜﺔ ﻓﻴﻠﻢ " The Revenant"، ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺗﺠﺎﺭﻳﺎ ﺑﺎﺳﻢ (ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ)، ﻫﻲ ﺍﻷﺑﺴﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﻛﻌﻤﻞ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻲ؛ ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﻌﺪﻭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﻳﺴﻴﺮ، ﺛﻢ ﻳﺴﻴﺮ، ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳُﻘْﺪِﻡ ﺳﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﻣﺰﻳﺪٍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺮ. ﻟﻜﻨﻪ ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﺟﺘﺎﺡ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ.
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻠﻢ "ﺑﻴﺮﺩﻣﺎﻥ" ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻟﻠﻤﺨﺮﺝ ﺃﻟﻴﺨﺎﻧﺪﺭﻭ ﻏﻮﻧﺰﺍﻟﻴﺰ ﺇﻳﻨﺎﺭﻳﺘﻮ، ﻭﺍﻟﻔﺎﺋﺰ ﺑﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﺋﺰ ﺍﻷﻭﺳﻜﺎﺭ، ﻗﺪ ﺑﺪﺍ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺪﻭﺭﺓ ﻣُﺮﺑﻜﺔ ﻭﻣﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﺑﻞ ﻭﻣُﻨﻬﻜﺔ -ﺑﺤﻖ- ﺑﺴﺒﺐ ﺭﻛﻮﺏ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺍﻟﺪﻭﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻼﻫﻲ؛ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﻫﻮ ﻓﻴﻠﻢ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻜﻮﻣﻴﺪﻳﺎ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﻴﻦ ﺍﻟﻨﺮﺟﺴﻴﻴﻦ، ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﻧﻔﺴﻪ، ﺑﻘﺼﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﺣﺶ.
ﺇﺫ ﺗﺪﻭﺭ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺣﻮﻝ ﺭﺟﻞٍ ﻳﻌﻴﺶ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻳﺘﻌﺮﺽﻟﻬﺠﻮﻡ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺪﺑﺒﺔ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺮﺣﻠﺔ ﻣﻀﻨﻴﺔ ﻳﻘﻄﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺃﻣﻴﺎﻝٍ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻋﺒﺮ ﺗﻀﺎﺭﻳﺲ ﻭﻋﺮﺓ ﺟﺪﺍ، ﻭﻳﺮﺍﻭﻍ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺍﻗﻴﻦ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻡ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺍﻷﺷﺮﺍﺭ
ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ.
ﻟﺬﺍ ﻓﻼ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻔﺎﺟﺌﺎ ﺃﻥ ﻳﻔﻮﺯ ﻓﻴﻠﻢ " ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ "، ﺃﺣﺪﺙ ﺃﻓﻼﻡ ﺇﻳﻨﺎﺭﻳﺘﻮ، ﺑﺜﻼﺙ ﺟﻮﺍﺋﺰ ﻛﺒﺮﻯ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﺋﺰ "ﻏﻮﻟﺪﻥ ﻏﻠﻮﺏ" ﺍﻟﺘﻲ ﻣُﻨﺤﺖ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ.
ﻭﺍﺳﺘُﻮﺣﻲَّ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﻣﻦ ﻗﺼﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺗﺴﺘﻌﺮﺽ ﻣﺤﻨﺎً ﻣﺮ ﺑﻬﺎ ﺻﻴﺎﺩ ﻟﻠﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺍﺀ ﻋﺎﺵ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳُﺪﻋﻰ ﻫﻴﻮ ﻏﻼﺱ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﺄﺧﻮﺫٌ ﻋﻦ ﻗﺼﺔ ﺍﺳﺘﻌﺮﺿﺖ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﺃﻟﻔﻬﺎ ﻣﺎﻳﻜﻞ ﺑﻮﻧﻚ.
ﻭﻳﺘﺴﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﻧﺰﻋﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﻟﺪﻯ ﺑﻄﻠﻪ، ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻤﻞ ﻣﻜﺜﻒ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻳﻐﻤﺮ ﻣﺸﺎﻫﺪﻳﻪ ﺑﺎﻻﻧﻔﻌﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ، ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺃﻧﻪ ﻳﺪﻓﻌﻚ ﻷﻥ ﺗﺠﻔﻞ ﻭﺗﻘﺸﻌﺮ ﺑﻞ ﻭﺗﺤﻨﻲ ﺭﺃﺳﻚ ﻟﻼﺧﺘﺒﺎﺀ. ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ، ﻓﻤﻊ ﺩﻧﻮ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﻣﻦ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ، ﺭﺑﻤﺎ ﻳﺤﻤﻠﻚ ﺇﻳﻘﺎﻉ ﺃﺣﺪﺍﺛﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺘﻚ ﺑﻀﻊ ﻣﺮﺍﺕ ﻟﺘﻌﺮﻑ ﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺗﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ.
ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺣﺎﻝ، ﺗﺤﺘﺸﺪ ﺍﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﺑﺄﺣﺪﺍﺙ ﺻﺎﺩﻣﺔ ﺑﻘﺪﺭ ﻳﻔﻮﻕ ﻣﺎ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻋﺎﺩﺓ ﻓﻲ
ﻣﺴﺘﻬﻞ ﺃﻱ ﻓﻴﻠﻢ ﺁﺧﺮ . ﻓﺨﻼﻟﻬﺎ ﻳﻘﻊ " ﻏﻼﺱ " (ﻳﺆﺩﻱ ﺩﻭﺭﻩ ﺍﻟﻤﻤﺜﻞ ﻟﻴﻮﻧﺎﺭﺩﻭ ﺩﻱ ﻛﺎﺑﺮﻳﻮ ) ﻭﻣﻌﻪ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺮﺷﺪﺍ ﻟﺤﺴﺎﺑﻬﻢ، ﻓﻲ ﻛﻤﻴﻦ ﻳﻨﺼﺒﻪ ﻣﻘﺎﺗﻠﻮ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺃﺭﻳﻜﺎﺭﺍ ﻓﻲ
ﻏﺎﺑﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻥ .
ﻭﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﺴﺘﻤﻴﺘﺔ ﻟﻠﺘﺸﺒﺚ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻳﻨﺪﻓﻊ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﺭﺑﻬﻢ ﻟﻺﺑﺤﺎﺭ ﻓﻲ ﻧﻬﺮ ﻣﻴﺰﻭﺭﻱ
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻤﺰﻕ ﺍﻟﺴﻬﺎﻡ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﻢ، ﻟﻴﻠﻘﻰ ﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻬﻢ ﺣﺘﻔﻬﻢ - ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ - ﻓﻲ ﻣﺸﺎﻫﺪ
ﺗﻢ ﺇﻋﺪﺍﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺩﻗﻴﻖ ﻭﺭﺍﺋﻊ، ﻭﺗﻜﺎﺩ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﻓﺮﻁ ﺍﻹﺛﺎﺭﺓ، ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ
ﺇﺩﺭﺍﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻷﺭﻭﻉ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ .
ﻭﻫﻨﺎ ﻳﻘﻮﻝ " ﻏﻼﺱ " ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﺒﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺳﻴﺮﺍ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ ﺇﻟﻰ ﻣﺨﻴﻤﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ .
ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﻣﻘﺎﺗﻠﻲ "ﺃﺭﻳﻜﺎﺭﺍ " ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﺒﻌﺚ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﻤﻤﻴﺖ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ . ﻓﻘﺪ
ﺃﻧﺸﺒﺖ ﺃﻧﺜﻰ ﺩﺏ ﻋﻤﻼﻗﺔ ﻭﻏﺎﺿﺒﺔ ﺃﻧﻴﺎﺑﻬﺎ ﻭﻣﺨﺎﻟﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ " ﻏﻼﺱ"، ﻟﻴُﻨﻬﺶ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻳُﻌﺾ ﺑﻞ
ﻭﻳُﺸﻮﻩ، ﺟﺰﺍﺀً ﻟﺘﺼﻮﻳﺒﻪ ﺑﻨﺪﻗﻴﺘﻪ - ﺧﻼﻝ ﻭﻗﻮﻓﻪ ﻭﺣﻴﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻐﻤﺮﻫﺎ ﺍﻟﻀﺒﺎﺏ – ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ
ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺷﺒﺎﻟﻬﺎ .
ﻭﺑﺪﺕ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻣﺬﻫﻠﺔ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ، ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻭﺃﻥ " ﺇﻳﻨﺎﺭﻳﺘﻮ " ﺧﺒﻴﺮٌ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ
ﻣﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﺸﺠﺎﺭ ﺍﻟﻌﻨﻴﻒ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﺼﺎﺧﺒﺔ، ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺸﺎﺣﻨﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﻤﺜﻞ ﻭﻧﺎﻗﺪ
ﻓﻲ " ﺑﻴﺮﺩﻣﺎﻥ" ﺃﻭ ﺑﺎﻧﺪﻻﻉ ﻋﻨﻴﻒ ﻟﻠﺸﺠﺎﺭ ﺍﻟﻀﺎﺭﻱ ﻓﻲ "ﺃﻣﻮﺭﻳﺲ ﺑﻴﺮﻳﺲ "؛ ﺑﺎﻛﻮﺭﺓ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃُﻧﺘﺞ ﻋﺎﻡ .2000
ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻓﻲ " ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ "، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺰﻳﺠﺎ ﻣﺘﺠﺎﻧﺴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻘﻄﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻮّﺭ ﺗﻤﺜﻴﻼ
ﻓﻌﻠﻴﺎ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺪﺓ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ، ﺗﺠﻌﻞ ﻧﻈﻴﺮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺃﺷﺒﻪ
ﺑﻤﺸﺎﺣﻨﺎﺕ ﺍﻟﺼﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ .
ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﺃﻥ ﻫﻴﻮ ﻏﻼﺱ ﻳﻨﺠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﺍﻟﻤﺮﻭﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻨﻪ ﺍﻟﺪﺏ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩﻱ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺘﺄﺧﺮﺍ
ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ . ﻓﻘﺎﺋﺪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺼﻴﺪ (ﻳﺆﺩﻱ ﺩﻭﺭﻩ ﺍﻟﻤﻤﺜﻞ ﺩﻭﻣﻴﻨﺎﻝ ﻏﻠﻴﺴﻮﻥ ) ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﻏﻼﺱ ﺳﻴﻠﻘﻰ
ﺣﺘﻔﻪ ﻣﺘﺄﺛﺮﺍ ﺑﺠﺮﻭﺣﻪ ﺍﻟﻐﺎﺋﺮﺓ ﻓﻲ ﻏﻀﻮﻥ ﺳﺎﻋﺎﺕ، ﻭﻟﺬﺍ ﻳﺄﻣﺮ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺑﻤﻮﺍﺻﻠﺔ ﺭﺣﻠﺘﻬﻢ ﺍﻟﺸﺎﻗﺔ،
ﺗﺎﺭﻛﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻤﻮﺍﺭﺍﺓ ﻏﻼﺱ ﺍﻟﺜﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻻﺋﻖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﺍﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻨﻴﺔ .
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ ﺍﻟﻤﺘﺮﻭﻙ، ﻓﻬﻢ : ﺍﻟﺴﺎﺧﻂ ﺩﺍﺋﻤﺎ " ﻓﻴﺘﺰﻏِﺮﺍﻟﺪ " ( ﻳﺠﺴﺪ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺗﻮﻡ ﻫﺎﺭﺩﻱ ) ﻭﻋﺪﻳﻢ
ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ " ﺑﺮﻳﺪﺟﻴﺮ " (ﻳﺆﺩﻱ ﺩﻭﺭﻩ ﻭﻳﻞ ﺑﻮﻟﺘﺮ) ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻫﻮﻙ؛ ﻭﻫﻮ ﻧﺠﻞ ﻏﻼﺱ ( ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺑﺪﻭﺭﻩ
ﻓﻮﺭﻳﺴﺖ ﻏﻮﺩﻻﻙ) .
ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﻬﻮﻱ ﻓﻴﺘﺰﻏِﺮﺍﻟﺪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻗﺪ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﻓﻴﻪ ﻫﺠﻮﻣﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺗﻠﻲ
ﺃﺭﻳﻜﺎﺭﺍ، ﻓﻴﻄﻌﻦ ﻫﻮﻙ ﻭﻳﺘﺮﻙ ﻏﻼﺱ ﻟﻤﺼﻴﺮﻩ ﺍﻟﻤﻤﻴﺖ، ﻭﻳﻨﻄﻠﻖ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺘﺎﺣﻬﺎ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ
ﺍﻟﻘﺎﺭﺱ، ﻣﻊ ﺑﺮﻳﺪﺟﻴﺮ ﺫﻱ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻤﺸﻮﺷﺔ . ﻭﻟﻜﻦ ﻟﺴﻮﺀ ﺣﻆ " ﻓﻴﺘﺰﻏِﺮﺍﻟﺪ "؛ ﻳﻘﺎﻭﻡ ﻏﻼﺱ
ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﻌﻨﺎﺩ، ﻭﻳﺴﺎﺭﻉ – ﻣﺘﺮﻧﺤﺎ - ﺑﺘﻌﻘﺐ ﺧﻄﻰ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﺎﻩ ﻟﺤﺘﻔﻪ .
ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ
ﻭﺑﻤﺸﺎﻫﺪﻩ ﺍﻟﺠﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﻈﻬِﺮُ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻕ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﻔﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ
ﻗﻤﻢ ﺟﺒﻠﻴﺔ ﻣﻬﻴﺒﺔ، ﻳﺒﺪﻭ " ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ " ﻣﺰﻳﺠﺎ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻓﻴﻠﻤﻲّ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﻓﺮﻧﺮ ﻫﻴﺮﺗﺰﻭﻍ " ﺃﻏﻴﺮﻭ : ﻏﻀﺐ
ﺍﻟﺮﺏ" ﻭ" ﻓﺠﺮ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ" ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺘﻨﺎﻭﻻﻥ ﺭﺣﻼﺕ ﺷﺎﻗﺔ ﻭﻣﻀﻨﻴﺔ، ﻭﻋﻤﻠﻲّ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﺗﻴﺮﻧﻴﺲ ﻣﺎﻟﻴﻚ
" ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ" ﻭ " ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ " ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺒﺪﻭﺍﻥ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺘﺄﻣﻞ ﺭﻭﺣﺎﻧﻲ .
ﻻ ﻣﺼﺎﺩﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺣﺎﻝ؛ ﻓﺎﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ
ﺇﻳﻤﺎﻧﻮﻳﻞ ﻟﻮﺑﺴﻜﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻤﻞ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﻣﺎﻟﻴﻚ . ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻟﻮﺑﺴﻜﻲ، ﻋﻤﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﻲ
ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻣﺜﻞ " ﺗﺸﻴﻠﺪﺭﻥ ﺃﻭﻑ ﻣِﻦ" ( ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ) ﻭ" ﻏﺮﺍﻓﻴﺘﻲ " ( ﺟﺎﺫﺑﻴﺔ )
ﻭ" ﺑﻴﺮﺩﻣﺎﻥ " ( ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮ )، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺪﻭ ﻭﻗﺪ ﺗﻔﻮﻕ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ " ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ."
ﻭﻟﺬﺍ ﻓﺮﺑﻤﺎ ﺳﻴﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻤﺼﻮﺗﻮﻥ ﻟﻤﻨﺢ ﺟﻮﺍﺋﺰ ﺍﻷﻭﺳﻜﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﺃﻥ ﻳﻬﺎﺟﻤﻬﻢ ﺩﺏ ﻫﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﺇﺫﺍ
ﻟﻢ ﻳﻤﻨﺤﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺟﺎﺋﺰﺓ ﺃﻭﺳﻜﺎﺭ ﺃﻓﻀﻞ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﻋﻦ ﻓﻴﻠﻢ " ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ "، ﻟﺘُﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻮﺍﺋﺰ .
ﺃﻣﺎ ﺑﻄﻞ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﺩﻱ ﻛﺎﺑﺮﻳﻮ؛ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺎﺯ ﻟﺘﻮﻩ ﺑﺈﺣﺪﻯ ﺟﻮﺍﺋﺰ " ﻏﻮﻟﺪﻥ ﻏﻠﻮﺏ "، ﻓﺜﻤﺔ ﺗﻜﻬﻨﺎﺕ ﺣﻮﻝ
ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻨﻌﻢ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﺑﻤﺠﺪ ﺍﻷﻭﺳﻜﺎﺭ، ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﻮﺩ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺛﺖ
ﻋﻤﺎ ﻛﺎﺑﺪﻩ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺧﻼﻝ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ .
ﻓﺘﺼﻮﻳﺮ ﺍﻟﻠﻘﻄﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟـ" ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ " ﻓﻲ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺼﻔﺮ ﺍﻟﻤﺌﻮﻱ ﻓﻲ ﻛﻨﺪﺍ
ﻭﺍﻷﺭﺟﻨﺘﻴﻦ، ﺃﺟﺒﺮ ﺩﻱ ﻛﺎﺑﺮﻳﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺪﺣﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﺳﻔﻮﺡ ﺛﻠﺠﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﺃﻧﻬﺎﺭ ﻣﺘﺠﻤﺪﺓ،
ﻭﺍﻟﺰﺣﻒ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺿﻴﺔ ﻏﺎﺑﺎﺕ ﺗﻐﻤﺮﻫﺎ ﺍﻟﻄﺤﺎﻟﺐ، ﺑﻞ ﻭﺃﻥ ﻳﻨﺸﺐ ﺃﺳﻨﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﻛﺒﺪ ﻧﻴﺊ ﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭ
ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ .
ﻭﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺿﻴﺮ ﺃﻭ ﺟﺮﻳﻤﺔ، ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﺩﻱ ﻛﺎﺑﺮﻳﻮ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﺟﻮﺍﺋﺰ ﺍﻷﻭﺳﻜﺎﺭ،
ﺑﻔﻀﻞ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﻤﺘﻔﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﻔﻌﻢ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺳﺔ، ﻓﺈﻥ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻛﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻤﺜﻴﻠﻪ ﻓﻲ
ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﺃﻡ ﻻ ﻫﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ . ﻓﻨﻘﻄﺔ ﺿﻌﻒ " ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ " ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﺍﻟﻤﻔﺮﻃﺔ ﻟﺤﺒﻜﺘﻪ،
ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻌﺪﻭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﻳﺴﻴﺮ، ﺛﻢ ﻳﺴﻴﺮ، ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳُﻘْﺪِﻡ ﺳﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺮ .
ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻳﺤﺪﺙ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺧﻼﻝ ﺳﻴﺮﻩ، ﻓﺈﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻻ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻣﺮ . ﻓﺄﺣﺪﺍﺙ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻻ ﺗﺮﻏﻢ ﺑﻄﻠﻪ " ﻏﻼﺱ" ﻋﻠﻰ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﺸﺄﻥ ﺫﺍﺗﻪ ﺃﻭ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺃﻱ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ
ﺻﻌﺒﺔ ﺧﻼﻝ ﺃﺳﻔﺎﺭﻩ . ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺒﻜﺔ ﻻ ﺗُﻤﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻐﻴﺮ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺘﻪ ﺃﻭ ﻳﻨﻮﻋﻬﺎ، ﺇﻧﻪ ﺣﺘﻰ
ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ، ﻭﻻ ﻳُﻌﻨﻰ ﺳﻮﻯ ﺑﻤﻮﺍﺻﻠﺔ ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ ﺍﻟﺸﺎﻗﺔ .
ﻭﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﺇﻳﻨﺎﺭﻳﺘﻮ ﺇﺿﻔﺎﺀ ﺻﺒﻐﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻠﻪ، ﻋﺒﺮ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻣﺘﻘﻨﺔ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ
ﺃﺣﺪﺍﺛﺎ ﺟﺮﺕ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟـ" ﻓﻼﺵ ﺑﺎﻙ "، ﻭﺗﻨﺘﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﺃﺧﺮﻯ ﻫﻠﻮﺳﺎﺕ ﺃﻭ ﺗﻐﻤﺮﻩ
ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺗﺼﺪﺭ ﻣﻨﻪ ﻫﻤﺴﺎ ﻣﺜﻞ : " ﻟﻴﻘﺎﺗﻞ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻇﻞ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻩ ﻧﻔﺲ ﻳﺘﺮﺩﺩ ."
ﻟﻜﻦ ﺩﻱ ﻛﺎﺑﺮﻳﻮ ﻳُﺒﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻭﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﺍﻟﻐﺎﺿﺒﻴّﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ
ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﻭﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ . ﻭﻟﺬﺍ، ﻓﺒﺪﻻ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳُﻘﺪﻡ " ﻏﻼﺱ " ﻛﺸﺨﺼﻴﺔ ﻳﻬﺘﻢ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﺑﺄﻣﺮﻫﺎ ﻭﻳﺨﺸﻰ
ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺪﻭ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺸﺨﺼﻴﺔ ﺑﻄﻞ ﻓﻴﻠﻢ " ﺗﻴﺮﻣﻴﻨﺎﺗﻮﺭ" (ﺍﻟﻤُﺪَﻣِﺮ )؛ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻠﺤﻴﺔ ﻛﺜﺔ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ .
ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ﺍﻷﺧﺎﺫﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﻭﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﺤﺮﻛﻲ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺘﺴﻢ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻓﺈﻥ ﺑﻄﻠﻪ ﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮ ﻟﻠﺴﺄﻡ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻣﺪﺭﻛﺎ ﺑﺸﺪﺓ ﻟﻄﻮﻝ
ﻣﺪﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ 156 ﺩﻗﻴﻘﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺒﻌﺚ ﺍﻟﺨﺪﺭ ﻓﻲ ﺃﺟﺴﺎﺩ ﻣﺸﺎﻫﺪﻳﻪ .
ﻭﻻ ﺗﺠﺪﻱ ﻟﻌﻼﺝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻀﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ . ﻓﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺰ
ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺃﺭﻳﻜﺎﺭﺍ - ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﺍﺳﺘﺮﺍﺣﺔ ﻣﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﻀﻨﻴﺔ
ﻟـ" ﻏﻼﺱ " - ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺷﺮﻛﺔ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ، ﺗﺒﺪﻭ ﻛﻠﻬﺎ ﺯﺍﺋﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ .
ﻭﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ، ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻓﻴﺘﺰﻏِﺮﺍﻟﺪ ﻫﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮﺓ - ﺑﺤﻖ -
ﻟﻼﻫﺘﻤﺎﻡ ﻓﻲ ﻓﻴﻠﻢ " ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ" ، ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﻮﺩﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﺿﻄﺮﺍﺏ، ﻭﻣﺎ ﺗﺘﺼﻒ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺭﻏﺒﺔ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻓﻲ
ﺗﺒﺮﻳﺮ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﺎ . ﻭﻳﻌﻮﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻟﻴﺲ ﺃﻗﻠﻬﺎ ﺷﺄﻧﺎ ﻛﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ - ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺴﺪﻫﺎ
ﻫﺎﺭﺩﻱ - ﻫﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺤﺲ ﺍﻟﺴﺎﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ .
ﺭﺑﻤﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻟﻤﺮﺀ؛ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣُﺘﺤﺪﺛﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﺴﻠﺦ ﻓﺮﻭﺓ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺃﻭ ﻣُﺮﺗﺠﻼً
ﻟﺘﻬﺪﻳﺪﺍﺕ ﺃﻭ ﺣﺠﺞ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ، ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺼﺒﺢ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪﺍ ﻭﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ
ﻣﺒﺎﻏﺘﺔ ﻣﺸﺎﻫﺪﻳﻪ ﺑﺄﺣﺪﺍﺛﻪ، ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺭﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺎﺿﻬﺎ ﻓﻴﺘﺰﻏِﺮﺍﻟﺪ ﻭﺑﺮﻳﺪﺟﻴﺮ، ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻄﻌﻬﺎ ﻏﻼﺱ .
ﺃﻣﺎ ﻭﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮ، ﻓﺈﻧﻚ ﻛﻤﺸﺎﻫﺪ ﺗﺒﺪﻭ ﻣﻠﺰﻣﺎ ﺑﺎﻟﺘﺄﺛﺮ ﺑﻤﺎ ﻣﺮ ﺑﻪ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ﻣﻦ
ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ، ﻭﻟﻜﻨﻚ ﻟﻦ ﺗﻜﺘﺮﺙ ﺑﺸﺪﺓ ﺑﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺴﺪﻭﻧﻬﺎ .
ﻳﻤﻜﻨﻚ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻊ BBC Culture
0 التعليقات:
إرسال تعليق